الشخصية الحدية – معاناة الاضطراب
تظهر تلك المشاعر من عدم الشعور او الإحساس بالذات لدرجة ان يميل الشخص الى وضع حد لهذا الوضع بإيقاف تلك الأفكار والمشاعر من خلال تعمد سلوك غير متوقع، هكذا تظهر الشخصية الحدية مع معانة الاضطراب.
وهنا في هذه المقال نتعرف على معنى اضطراب هذه الشخصية، وأهم الصفات التي تميزها، والصفات لاتي تظهر حد الاضطراب في الشخصيات الحديه.
تعريف اضطراب الشخصية الحدية
هو ذلك الخلل الذي يظهر من خلال عدم الاتزان الواضح في العواطف والمشاعر اثناء التعامل مع الاخرين و أيضا الخلل الواضح في تحديد ماهية الذات واهتماماتها، أيضا الخلل في السلوكيات والتصرفات ضد الذات وأخيرا الخلل في معرفة الواقع الحقيقي الذي يعيشه.
1 -الخلل مع الذات:
انها لمعاناة كبيرة يعيش فيها الشخص صاحب هذه الشخصية، عندما يجد صعوبة في تحديد من يكون هو، من ناحية صعوبة تحديد ماهي أهدافه و صعوبة الإحساس واستشعار ذاته المستقرة على وتيرة واحدة، انما هي ذات متأرجحه و متقلبة و في تغير و تقلب مستمر للآراء و القيم و الرغبات و كل ما يتعلق بهوية ثابته ومستقرة.
2 – الخلل في العواطف:
يجد الشخص الحدي صعوبة كبيرة في التحكم في المشاعر او تحديد ما يشعر به، فهو غير واضح في المشاعر فتارة يكون في مزاج تعيس و الذي يتحول بسرعة ويتغير الى المزج المبتهج، وبالطبع فإن لهذه التقلبات التي تتغير بسرعة انعكاس على المشاكل التي تحدث في علاقاته مع الذين هم من حوله.
3 – الخلل في العلاقات:
يتميز الأشخاص الحديين بخوف مبالغ فيه من ان يهجرهم من حولهم، او التفكير المستمر بالتخلي عنهم او عدم تقديم الدعم لهم، لذلك يجدون صعوبة في استمرار التحكم بالعلاقات وضبطها.
4 – الخلل في المعرفة:
الحديون يجدون صعوبة كبيرة بالإحساس او الاتصال بالواقع، انما هم يعيشون لحظات وكأنهم منفصلين عن الحياة، فهم لا يستطيعون الشعور بحقيقة الأمر، انما تلك المشاعر المتأصلة بأن هذا العالم غير واقعي وان الحياة عبارة عن أفكار عن مدى اضطهاد الاخرين لهم لانهم يسيئون فهمهم.
وبالتالي يعيش الأشخاص الحديين في معاناة من التقلبات في المزاج الذي يعيق استقرار العواطف او العلاقات، الذي يؤدي الى العيش في معاناة من الألم والاستغراق بالأحداث الماضي المزعجة.
ماهي صفات الشخصية الحدية؟
- التقلبات المزاجية اهم ما يميز هذه الشخصيه الحدية، فهي سريعة تبديل الشعور والعواطف بطريقة حاده، مثل ان يشعر لفتره قريبة بشعور تعيس يظن بأنه مستغرق فيه منذ فتره طويله و هو لازال وليد هذه اللحظة، والذي قد يتبدل بطريقة عكسية أي حتى وان كنت سعيد لفتره قريبه الا انك تنسى ذلك و تستغرق بالتعاسة.
- الشعور المزمن بالفراغ، والذي يقودهم الى شعور الوحدة من عدم قدرتهم على تحديد الاهتمامات او الإنجازات او الأهداف، والذي يزيد من حاجتهم الاقتراب من الاخرين ليساعدهم هذا الاقتراب من تبديد الشعور بالوحدة، الذي يجعل الاخرين يظنون بانه اتكالي غير مبالي بالسعي لتحقيق أي إنجازات او اهداف.
- توقع التخلي من قبل الاخرين و الخوف الدائم من تخلي الناس ممن هم حوله، فيلح عليهم بضرورة التواجد الدائم وقد يكثر منه العتاب بنية شعوره القلق تجاه فكرة الهجر، فينفر منه الجميع لصعوبة تحمل تصرفاته.
- كثرة الاندفاع وراء تقلبات المزاج المتغيرة، والذي ينعكس سلباً على حياته المهنية من كثرة تغير اهتماماته وكثرة تبديل وتغيير الأهداف، حيث يختار ويحدد اهداف معينه في مجال معين ومن ثم يسعى في تحقيقها وبعد وقت يتوقف و يغير اهتماماته لمجال اخر مختلف، وهكذا فإن هذا الاندفاع يؤدي الى تضييع الأوقات و التهديد لمستقبلهم المهني.
- التغيير المفاجئ في كل ما يميز هويته من عدم القدرة على تحديد ما يريد، كذلك التغيرات المفاجئة على مستوى حياته لدرجة ان الذين من حوله لا يستطيع ان يتوقعون منه تصرفاته، سرعان ما تتغير قيمه و مشاعره وأهدافه التي تؤثر على العلاقات.
- مندفع كثيرا في التصرفات التي لا يفكر بمدى خطورتها على حياته او تسليم الثقة بأشخاص يتعامل معهم لأول مرة، فهو لا يفكر كثيرا بعواقب الأمور، يظهر متسرع ومتهور مثل قيامة بالسلوكيات الخطرة كالقيادة المتهورة، والتعمد في إيذاء النفس.
- الشعور بالغضب المتكرر فكل ما حولهم يثير مشاعر الغضب، من تلك المشاعر الكبيرة بالاستياء، والتي يراها الاخرين بانها مجرد تضخيم للأمور بهدف المبالغة لجذب الانتباه، وهذا مما يزيد من الإحباط، و الذي يصعب على الآخرين التعامل مع هذا الغضب المستمر فيزيد من تجنبهم وابتعادهم و بالتالي يرجع الى حلقة الخوف من الوحدة.
أهم ما يميز الشخصية الحدية معاناة الاضطراب:
يختلف حدة ظهور هذه الاعراض الابتعاد عن ذاته او الابتعاد عن الناس لأنهم لا يستطيعون فهمهم جيداً، كما تظهر منهم الحساسية المفرطة عند التعامل مع الآخرين، ليس لآن هذه الاعراض شائعة الظهور فقط و لكن لأنها الأكثر ظهوراً عند أصحاب الشخصيات الحدية أكثر من غيرهم.
١ – الشعور بعدم فهم الآخرين لهم :
نظرا لمشاعرهم الجامحة والتي يصعب عليهم تجنبها، فلا يستطيع الآخرين من تفهم ما يحدث لهم لذلك يميل الاغلب الى شعور الوحدة.
2 ـ تجنب الذات:
من كثرة لوم النفس على التجارب و الشعور المؤلم بعدم الإنجاز، يرون بأنهم اشخاص يرون بأنه لا قيمة لهم، و انهم سبب في حدوث الازعاج للأخرين.
و لا يستطيعون ان يرو الأشياء الإيجابية في أنفسهم مع شعور عدم الرضا عن المظهر، و كل ذلك يقود الى نتيجة واحده وهي مشاعر الكراهية للذات و كراهية النفس.
3 – الحساسية لمشاعر من الاخرين:
شديدين الحساسية لمشاعر الاخرين، لديهم إحساس زائد و استشعار عالي لمشاعر غيرهم، يقلقون بسبب قلق من هم حولهم ويحزنون لحزنهم ، شديدي الانتباه لمشاعر الآخرين التي لا يرغبون بإظهارها أو لم ينتبهون لها، مما يسبب انزعاج بسبب دقة ملاحظتهم،
4 – صعوبة الشعور باستمرارية الوقت:
وكأن الزمن قد توقف والاحداث لازالت تتكرر كما هي، كما انه لازالت تمر بهم تلك التقلبات المزاجية كما هي، الحياة ليست الا هذا التكرار الذي لا ينتهي، ان العيش في الحياة بدون استشعار للوقت لأمر جداً صعب.
سواء من ناحية المقدرة على التعافي من ألم العلاقات أو نسيان تلك المواقف الصعبة، يشعرون بأن أوقات المتعة والنجاح قد محيت ولا وجود لها من كثرة الاستغراق بألم الشعور بلحظات الماضي التعيسة التي لا تكاد تنقطع.
5 – الحرص على المثالية الزائدة:
وهي تلك المثالية التي تعيقهم من التقدم، فلا بد أن تظهر الأعمال التي يقومون بها على أكمل وجه و إلا لن يستطيعوا تقبل النقص بها، مما يثير حدة غضبهم فيعيدون القيام بتلك الاعمال من جديد، أو يتخللهم اليأس فيتوقفون عن المحاولة من جديد.
كل ذلك يثير لديهم مشاعر الغضب و الإحباط ليتم التخلي عن محاولة القيام بأمر ما، لمجرد أنه لم يصل الى درجة معايير الكمال التي رسمها فتضييع منهم الأوقات.
الخاتمة: تمر هذه الشخصيات من تقلبات حادة في المزاج عندما تصل الى حد الاضطراب في الشخصية مما يتطلب الى ضرورة المسارعة الى تلقي الرعاية الصحية المتخصصة، لذلك فإن ما ذكر في هذا المقال من بعض الصفات الحديه لهو جزء من كم مما تتميز به هذه الشخصية، و للمزيد يمكن الاطلاع هنا.