تغلب على الضغوطات -4 أساليب بسيطة .
يعيش كل منا حياته الخاصة التي لا تخلو من مسببات الضغوط النفسية التي تزعج تفكيره الدائم، من تحمل مسؤوليات عديده مع مشاكل العمل او الخوف من المستقبل او الالتزامات المادية، و هنا يمكن التغلب على الضغوطات بأربعة أساليب بسيطة يمكن اتباعها من خلال تغيير طريقة التفكير، كما ان الوقت الحالي تدخلت التقنية في زيادة اثر هذه التوتر.
التغيير يتم بطريقة بسيطة الا انها تحتاج منك الى ان تعد نفسك بالالتزام الجاد بتطبيق هذه الطريقة، لأنها تعتمد عليك بالدرجة الأولى، فانت الشخص الوحيد القادر على التعامل مع مستويات التوتر المرتفعة فيك من خلال إدارة عقلك لمواجهته.
اسباب الضغوطات:
وذلك بسبب أسلوب التفكير الذي نعيش فيه من دون قصد منا حتى اصبح يشغل حيزا كبيرا من تفكيرنا. تلعب طريقة الأسلوب المتبعة في التفكير الذي نستخدم عند مواجهة و التعامل مع الظروف اليومية الى حدوث تلك الضغوط النفسية والعصبية التي نمر بها، وذلك بسبب ما نتبعه من أسلوب التفكير الذي نعيش فيه من دون قصد منا كل يوم ليشغل حيزا كبيرا من تفكيرنا.
اذن نستطيع ان نجعل هدفاً لنتخلص من ضغوطات الحياة التي نعيش من خلال المحاولة في تغيير أسلوب تفكيرنا الى التفكير الإيجابي، و حتى نستطيع ان نستعيد التوازن الى حياتنا من جديد، فنعيد مقدرتنا على التعامل مع الضغوطات التي قد تواجهنا.
تغلب على الضغوطات بأربعة أساليب بسيطة:
أولاً: مواجهة أسلوب التفكير الذي يقوم على تضخيم الأمور:
١- معيار الأهمية الآن:
قد يكون التساؤل: هل هذه الأسباب التي تقلقني الآن هي مهمة جدا في حياتي، كما انه من الضروري ان نحذر من الوقوع في مشاعر الخوف من المستقبل و الغير واقعية لأني اركز التفكير على شيء قد لا يحدث في الحقيقة، فمن الممكن ان أسأل نفسي اذا شعرت بالضغوط المزعجة:
١ – هل انا واقعي في تقديري للأمر، ام انني ابالغ كثيرا في تقدير الأمور فأعطيها تقديراً أكبر بكثير من حجمها الصحيح، يمكنك ان تسأل نفسك سؤالاً مباشراً بعد كل مشكلة تسبب لك التوتر:
2 – ماهي الأهمية الحقيقة لهذه المشكلة بالنسبة لي؟
فمن المهم أن نحدد لنا معاييراً واضحه في حياتنا لكل ما هو مهم وغاية في الأولوية والذي لا يمكن التنازل عنه، كذلك ابتعد عن كل مسببات للضغوطاتِ فلكل سبب وراءه مسبب له فيكون الابتعاد من خلال إيجاد الحلول فمثلاً:
- التأخر عن العمل – الابتعاد عن مسببات السهر.
- الخوف من الفشل في الدراسة- الاستعداد المبكر للنجاح.
- أي اخفاق في شيء ما _ ابحث له عن طريقة حل بديلة.
ـ ابحث عن كل تلك الحلول البديلة و الممكنة لتبتعد عن الضغوط، تساءل دائماً هل يوجد حل بديل آخر لم اجربه:
مثلاً: هل يوجد حل بديل آخر عن خطة العمل في حال لم تنجح، هل يوجد بديل آخر عن لهذه الأدوات ان لم تكن مفيدة، هل من الممكن ان افكر مباشرة في إيجاد حلول بديلة في حال تعرضت للفشل في شيء ما.
السؤال الثاني: هل سأتذكر هذه المشكلة كم هو الوقت الذي سيمر وانا اذكر هذه المشكلة؟
هل سأتذكرها لأيام معدودة او اشهر او عدة سنوات هل سأستمر في تذكر هذه المشكلة ام انها سرعان ما ستختفي.
إن اغلب ما تخطيناه كنا قادرين فعلاً على نسيانه، فالأمور سريعا ما ستمر و ترحل، وسرعان ما ننسى ما حصل ما يبدأ في وقت ما حتما سينتهي في وقت ما.
(( ما يولد في زمان سيموت وينتهي في زمان اخر )) وهكذا كل مشكلة لن تدوم للابد.
ومن خلال مواجهتك الصادقة مع نفسك حتى تجعل من وزن الأمور بمزاوها الصحيح كنوع من التحدي الذي تواجه به نفسك لتعود بنمط تفكيرك الى اكثر واقعية، وهنا تكتسب مبدأ عادة التفكير المنطقي لمواجهة الأمور.
ثانيا: زيادة القدرة على التحمل (الضغوطات)
لماذا لا نستطيع تحمل هذه الضغوطاتُ اثناء ما يمر بنا من مشاكل او صعوبات؟
ان فقط مجرد ان تتخيل بأنك الآن تعيش في موقف قد لا ترغب المتواجد فيه، يزيد من شعورك بالتوتر والقلق، وهذا هو المسبب الأول الذي يضعف من قدرتك على تحمل هذه الضغوط.
ان الاستمرار في ارسال مشاعر سلبية للعقل مثل كراهية الوقوع في مواقف لا ترغب في حدوثها، كل ذلك يسبب ظهور مشاعر الألم من الانزعاج الذي سببته المشاعر السلبية من تصورنا أو شعورنا بالضغوط في كل مرة نرسلها الى عقولنا، كل ذلك بالإضافة الى تواجدنا في المشكلة سيضعف قدرتنا على التحمل والصبر لما لها من أهمية كبرى في وزن الأمور من حيث مقدرتنا على التوازن وضبط النفس.
فعندما ترى نفسك غير قادر على مواجهة مشكلة او موقف ما، وهذا قد يكون مصدره هو عدم ايمانك بقدراتك على مواجهتها او التعامل معها، و أيضا اضف على ذلك مشاعر الكراهية عندك لتلك المشكلة او الموقف، فانت حتما ستكون اكثر توترا وانزعاج اكثر مما لو كنت فقط كارها للموقف فقط.
لذلك لابد لك ان تدرب نفسك كثيرا على مواجهة هذه الافتراضات والظنون التي تزيد من اعتياد التفكير السلبي، و هي افتراضات غالبا ما نحدث بها انفسنا قبل ان تقع لنا على ارض الواقع، كأن تحدث نفسك: ماذا لو خسرت عملي، ماذا لو فشلت في الامتحان ، ماذا لو انتهت هذه العلاقات، وهكذا.
هي مجرد افتراضات للان لم تحدث على ارض الواقع في حياتك وقد لا تحدث أصلا، لكن مجرد التفكير بحدوثها يجعل اثر الانزعاج من التفكير بها بأنها قد حدث فعلا الآن، فعندما عشت هذه المشاعر التي ادخلتها الى عقلك عندما افترضت إمكانية حدوثها، لذلك يتحتم عليك ان تقنع نفسك بسرعة التخلي عنها، وذلك من خلال تخمين إجابات منطقية عن الأسئلة التي ستسأل نفسك بها لتتعامل بواقعية مع هذه الافتراضات:
١- اسأل نفسك: كم هي نسبة حدوث ما أخاف من حدوثه الان؟
٢- هل القلق مما أخاف منه واقعي الان ام انه مجرد امر مبالغ فيه؟
٣- هل يوجد دليل حسي مباشر ملموس و صحيح على ما اشعر بسببه من الضغوطاتً ام انها تكهنات فقط؟
٤- اذا كانت حياتي الان على مشارف نهايتها هل هذا الامر يستحق ان اقلق منه فعلاً؟
ان قدرتك على الإجابة تستطيع ان تحدد واقعيه ما يسبب لك الضغوطات فيما ان كان على درجه كبيرة من الاهتمام، ام انها أمور تظهر لترحل سريعا ما ننساها، الا ان شدة الحرص والسعي للمثالية تحملنا مالا طاقة لنا به.
ثالثاً: الابتعاد عن تعميم المواقف التي تمر بها:
اكثر ما يزيد النظرة التشاؤمية التي تعتم على رؤية الأمور بمنظارها الصحيح، هو التعميم على الأشخاص او الهيئات بسبب تصرف عضو أو فرد معين فنعمم على جميع الافراد الاخرين او أعضاء تلك الجهة بعدم المسؤولية وهكذا،.
وتلك من العادات التي تقلل الادراك الحقيقي الصحيح للمواقف المختلفة، بل ان التعامل معها بصفه عامة، بتكرار ذلك التصور عن ذلك الحدث الخاطئ، كل ذلك يزيد من حدة التوتر و تلك الضغوطات الناشئة عن هذه النظرة، التي لا تستطيع معها تخصيص المواقف لأسبابها الصحيحة، بل الاجحاف من خلال التعميم.
وهذا النمط الفكري من المبالغة في التعميم يصعب معه تجاوز المشكلات، كما ان المبالغة في تصور الأمور يخلق تشويه للصورة الحقيقة في عقلك ذلك يخلق واقع يزيد مشاعر التوتر والقلق طبعا يقلل التركيز.
افضل حل هو ان تحاول ان تتعلم كيف تضع الأمور في مكانها الصحيح، ومن ثم تحاول ان تصغر المشكلة بقدر الإمكان .
رابعاً: احسن الظن في كل ما تمر به.
ان الحياة تستلزم منا أحيانا الى تجاوز ان نقود تفكيرنا الى حد الاقناع، فبعض الأمور وان ظهرت لنا بشكل واضح على انها سوء تصرف او اهمال ما، الا انها في الحقيقة تخفى بعضاً من حقيقتها، لذلك من المفيد ان نتقبل ان نغض الطرف عما حصل من موقف ما ونحاول ان لا نصدر استنتاجات قد تكون مجرد إساءة للظن بالآخرين.
او ان الأوقات التي يحصل بها الانزعاج او سوء الظن والتي تثير لدينا مشاعر التوتر والقلق الذي يزيد من ضغوطنا، غالباً هي ليست الأوقات المثالية التي نطلق من خلالها الاحكام، من المهم ان نكون اشخاص منصفين مع انفسنا ومع غيرنا من خلال عدم الانفعال والانزعاج و للمزيد أقرأ هنا.
الخاتمة: مما سبق استعرضت المقال كيف يمكن ان نتغلب على ضغوطاتنا بأربعة أساليب بسيطة، ذلك من خلال مواجهتنا للأفكار السلبية و الابتعاد عن تضخيم الأمور من حولنا، كما انه من المهم عدم الاستعجال الى الاستنتاجات بإصدار الاحكام على المواقف المزعجة، كما انه من المهم جداً ان يكون التعامل مع الآخرين بحسن الظن الذي يمكن ان تلتمس لهم منه الاعذار.