إدارة الذات

اسباب الضغوطات – 3 أسباب رئيسية

اسباب الضغوطات في حياتنا اليومية كثيرة، الا ان اهم ثلاثة أسباب تزيد من حدوث التوترات والضغط النفسي المستمر قد تكون غير ملاحظة للكثير منا، لقد تناولت هذه المقالة استعراض أهم ثلاثة أسباب قد تخفى على كثير منا، وهي أولا: الاصطدام بالواقع الذي لم نتوقع ان يحدث لنا، ثانياً توقع المثالية في التعامل من الآخرين، اصدار الحكم القاسي على الذات.

ماذا يحدث للجسم عند الضغط النفسي

قبل ان نتعرف على مسببات الضغوطات من حولنا، كان من الاجدر بنا معرفة تلك الآثار الناجمة عن هذه الضغوط النفسية، فمن اكثر الانفعالات الناتجة عن هذه الضغوط هي تلك الانفعالات التي يسببها الخوف والتوتر والقلق والغضب، الا ان الغضب الشديد يعد الأكثر حدوثاً عند شعورنا بالضغط والتوتر النفسي: 

ماهي اضرار الضغط النفسي على الجسم:

ان شعور الانسان بسرعة الغضب او الاستياء مما يحدث له، مع كثرة المشاعر السلبية من التوتر والقلق، كل ذلك يؤدي الى اضعاف الصحة العامة ، وبالأحرى صحة القلب، فكثرة الإزعاجات المستمرة والمتكررة و المسببة للضغوطات قد تنعكس سلباً على صحة الجسم ومن هذه الأضرار ما يلي:

  • يزيد الشعور بالانفعالات المتعددة ومنها الغضب الى ارتفاع افراز الهرمونات المتسببة في حدوث الضغوط النفسية، والتي يكون لها تأثير سلبياً على صحة القلب.
  • ان تكرار حدوث هذه الانفعالات يؤدي الى حدوث تأثيرات فسيولوجية قد تكون سببا في حدوث الامراض المتعلقة بالتوتر والانفعالات النفسية والعصبية.
  • ان كثرة تكرار حدوث الغضب عند بعض الأشخاص قد يكون سبباً رئيسياً في حدوث انسداد الشرايين.
  • انه كثرة التعرض لهذه الضغوطات قد تكون بسبب قلة وجود الدعم الاجتماعي من حوله، لأن الأشخاص المحاطين بوسط اجتماعي جيد يلجأون بالتعبير عما يقلقهم وبالتالي يساعد ذلك بتخفيف الضغوط بعكس قلة الدعم التي تزيد من شدة التعرض لمسببات الضغوطات باستمرار قد تؤثر عليه فيلجأ الى الكتمان، و مما يزيد من الاثار على صحته النفسية امراض ضغط الدم.
  • ان قلة الدعم الاجتماعي مع كثرة الضغوطات قد تقود الشخص الى اكتساب عادات سلوكيه ضاره بصحته مثل التدخين وغيرها.

و بالتالي فإن اثار الضغوطات النفسية تؤثر كثيراً على صحة الانسان العامة، لأنها عادات سلوكية اكتسبها الانسان طوال حياته فهو يتعايش مع هذه الانفعالات كرد فعل اتوماتيكي سرعان ما يحصل، غير مدرك للسبب الرئيسي لحدوثها، فهو ينفعل لأبسط سبب او لأصعب سبب، والذي له عواقب صحية عكسية مع مرور الوقت.

اسباب الضغوطات ثلاثة أسباب رئيسية:

يوجد العديد من مسببات الضغوطات سواء من انفسنا او من البيئة من حولنا، الا ان ما يهمنا هو القدرة على السيطرة على هذه الضغوط، والتصدي لها ، ولن يتم ذلك حتى نستطيع ان نتصدى لتلك الضغوط التي تحدث لنا بسبب من انفسنا بالدرجة الأولى، فعندما نتقن التعامل معها، عندها سيسهل علينا التحكم بمشاعر القلق والخوف والألم، ومن أسباب الضغوطاتِ الداخلية هي:

اسباب- الضغوطاتٍ
اسباب- الضغوطاتٍ

1 ـ الاصطدام بالواقع

قد يكون السبب الرئيس لكثير من الضغوطات النفسية التي يمر بها الانسان ، هي تلك التصورات التي يرسمها الانسان في ذهنه قبل وقت حدوثها، و هي تلك التصورات او التوقعات التي يفترضها من قبل ان يصل الى أي نتائج منها، سواء كانت تجربة يخوضها او عمل يقوم به، او أي شيء آخر يمكن أن يدفعه تفكيره للقيام به.

و على هذا الأساس من التصور لما يظن هو في عقله، و عندما يحدث حقيقةً على ارض الواقع يجد بان الأمور لا تسير حسب ظنه، انما حدثت على العكس مما كان يتصور او يتخيل، كمثل ان يختار دراسة تخصص معين و من ثم يكتشف عدم قناعته به، او ان يقرر السفر الى دولة ما ومن ثم يجد بأن الأوضاع على العكس مما كان يتصور.

وتبعاً لذلك تظهر العديد من الضغوطات نتيجة ذلك الإحباط الذي يشعر به و الناتج عن ردود الأفعال المبالغ فيها، لأنه سلفاً قد ساهم في رسم تصور لما يرغب بحدوثه، فيكتشف حدوث العكس له مما يزيد حدوث هذه الضغوطات الصادرة من من مشاعر التوتر و الغضب لما يحدث.

اذاً كيف سأكون اكثر واقعية؟

غالبا عندما نرسم ذلك التصور في عقولنا بناءاً على تلك الرغبات و القناعات التي نود ان تحدث لنا، فلا نكتشف عكس ما كنا نتصور حتى نقع فيه، لذلك فإن تدريب النفس الجيد على ان تكون اكثر واقعية سيخفف من حدة هذه الضغوط. 

مثلاً في حال كنت أقدمت على القيام بمشروع جديد لأنك سمعت من الكثيرين بأنه مشروع عن ناجح، فتبدأ في تصور انك نجحت فيه من قبل ان تبدأ به و الذي يشجعك اكثر بأن تخوض هذه التجربة ، و لكي تكون اكثر واقعية لابد ان تسأل نفسك هذه الأسئلة من قبل الاقدام عليه:

  • هل صحيح اني لن افشل في هذا المشروع لان الاغلب نجح فيه؟
  • هل سيكون نجاح هذا المشروع في مدة زمنية اسرع من تلك المدة التي قضاها الاخرين لاني فقط مجتهد فيه اكثر؟
  • هل من الممكن ان لا اصادف أي تحديات تعيق تقدمي في نجاح هذا الامر؟

وكما في هذا المثال قد نكون ترسم تصوراتنا كتلك الافتراضات حتى من قبل حدوث الشيء المتوقع منا، و غالبا لا يمكن ان تكون كل تلك الافتراضات اكثر واقعية، بل على العكس قد تكون غير صحيحة تماما؟

لذلك افضل تدريب تأخذه على نفسك هو الترويض للإجابة على عدة تساؤلات منطقية لتصل معها الى نتائج حقيقة على ارض الواقع، مثل ان تسأل نفسك عن الأمور التي قد لا يعجبك حدوثها غالباً، وكل ذلك ليس من باب التشاؤم، انما من باب التصور الأقرب لواقعك الذي تفهمه انت اكثر من غيرك.

2 ـ توقع المثالية في التعامل من الاخرين

من الجميل ان يتبنى كل شخص قيماً واخلاقا عظيمة في حياته، بل انها من الأمور التي حث عليها ديننا الحنيف وأمرنا ان نتعامل بها، إلا أن تبني هذه القيم العالية لا يعني بأن تصر على مطالبة الاخرين بالتعامل بها معك.

كما ان حث الآخرين والتشديد عليهم بضرورة التحلي بهذه القيم، و ضرورة القيام بها بصيغة الامر وكأنك وصي على تصرفاتهم، كإصدار الحكم على ضرورة ان يكون الناس منصفين في تعاملاتهم، و على ضرورة الالتزام بقواعد الطريق، و كذلك تشدد على ضرورة التعامل و الاتصاف باللين، و ان يبادلونك الاحترام الدائم، و كل ذلك مما يتمناه الجميع.

الا انه من الصعب جداً ان نفرض عليهم هذه التصرفات، فكما انك تحب ان تعامل بمثالية، أيضا فالآخرون يحبون ان يتصرفون على سجيتهم، نحن ليس لنا سلطة على من هم حولنا بالإكراه، بل اننا لا نملك الا السلطة على انفسنا فقط، إن مدى نجاحك في تقبل الامر من خلال تعاملك مع الناس، لهو جدا مفيد في الحد من الشعور بالتوتر والضغوطات الناتج من العلاقات مع من حولك.

3 ـ اصدار الحكم القاسي على الذات

اكثر ما يسبب لنا الإحباط و الضغوطات هو اهمال أهمية احتواء الذات و عدم الاهتمام بذاتك اكثر، فعندما تحمل ذاتك اكثر من طاقتها لأجل الاخرين، فانت بذلك تزيد من حدة الشعور بالضغوطات، خمن معي الآن لماذا يحدث لك ذلك؟

فعندما تهتم لكسب رضا الاخرين عنك من خلال اصدارهم تقييم للعمل الذي تقوم به، فإن ذلك لن يسير دائما على التقدير الصحيح ، فعندما تخطيء عند القيام بالأعمال قد لا يستحسن من حولك نتيجة هذا الفشل، عندها لن تجد مقدار الرضى الذي تطمح منهم، بل قد تجد نتيجة عكسية اكثر مما تظن، كل ذلك من المسببات الكبيرة و المحبطة للذات، فأنت بذلك تزيد من تقليل ثقتك بنفسك، و تزيد اسباب الضغوطات من حكم وقبول الآخرين لنتيجة عملك، 

عندما تخبر ذاتك بأنها لن تكسب التأييد منك الا على مقدار ما تصدره انت من احكام عليها من خلال نتائج العمل الذي تحققه لك، و من اجل ان تصل الى كسب تأييد الاخرين من حولك بناءً على ذلك، مثال:

  • سأرضى عن ذاتي بمقدار مدى ما حققت من اهداف لهذا العام ولتكن مثلا تحقيق ١٠ اهداف.
  • سأكون في تمام الرضى عن ذاتي اذا اثنى الاخرون على كل جهودي التي اقدمها لهم.
  • سأكون راضي عن ذاتي اذا حققت اعلى الدرجات في هذا الاختبار

كل ذلك لن يكون الا جلداً للذات وليس حباً للذات، اذا كان عن طريق تقييد الحكم بالرضى عنها من خلال هذه الطريقة فقط.

انما على العكس من ذلك تماماً فعند الإخفاق لن تجد الا تلك المشاعر كالخوف من الفشل والتي تقلل ثقتك بذاتك بل تزيد من رفع الضغوط النفسية.

لذلك اجعل الهدف الأول هو ان تتقبل ذاتك بدون نتائج مسبقة، انت تدعم ذاتك لتحقيق ما تتأمل تحقيقه، و في حال ان أخفقت فأنا لازلت احب ذاتي، سأتقبل كل ما يحدث وسأعيد المحاولة بطريقة تفكير جديدة، لان الهدف هو الاستمرار في المحاولة وليس الوقوف على نتيجة ما.

ومن المهم كثيراً ان تتحدث وتكون في صف ذاتك من دون مبالغة انما للدعم والتثبيت على ارض واقعية اكثر مما تكون مثالية، لتصل الى بر من الأمان في التوازن العاطفي والنفسي، بعيداً عن الضغوط النفسية التي نقحم بها انفسنا من دون قصد منا.

ان الحديث مع الذات اصبح اكثر سلبية من الحديث معها بإيجابية، لعلها عادات سلوكية مكتسبة، او تشوهات معرفية في التفكير ولم تصحح .

تغيير طريقة التفكير لتقديم الدعم  للذات:

ينتابك الغضب والشعور بالإحباط لكل ما يحدث امامك، من الازدحام على الطريق الى كل أوقات الانتظار  للدخول الى موعد ما، او فوات موعد لرحلة كنت تنتظرها، كل ذلك مسبب للضغوطات التي تتكرر من حولك.

ان تبني التفكير الداعم للذات من خلال التمرن المسبق والتدريب المستمر للنهوض بها الى اتخاذ القرار الصحيح و التصرف السليم بعيداً عن الوقوع بالانغلاق الذي تسببه مشاعر الألم والتوتر والقلق، و يمكن ان تدعم الموقف من خلال تبني التفكير الداعم للذات اسأل نفسك اثناء أي موقف مزعج:

  • هل هذا الامر سيدوم طويلا، إن ما يبدا في زمان حتماً سينتهي في زمان آخر، لتهدئة مشاعر الغضب والقلق.
  • ماهي درجة الصعوبة في هذا الموقف، هل انا الآن ابالغ بخوفي او قلقي؟
  • تقديم الدعم لنفسك، طمن ذاتك و لا تجلدها، كن انت الداعم القوي لنفسك.
  • ان نهج طريقة التفكير ( البحث عن حل ) من بعد ضبط الاعصاب يساعدك دائما بالبحث عن طريقة حل أخرى بديله.

ومما سبق نجد بأن قدرة الانسان على التعامل مع ذاته بالدرجة الأولى، يقوده الى القدرة عللي السيطرة على مسببات الضغوطات من حولة، فأول تأثير يبدأ من سيطرتك على ذاتك وحسن التعامل معها، من التفكير بإيجابية والابتعاد عن أنماط التفكير بسلبية، و للمزيد اقرأ هنا.

الخاتمة: تناولت هذه المقال ثلاثة اسباب للضغوطاتِ من اصطدام الانسان بالواقع الذي كان لا يتصور حدوثه الى القسوة الشديدة على الذات، الى توقع المثالية في التعامل من الناس، اذا استطعنا ان ندير عجلة التحكم في عقولنا لتكون في صالح انفسنا حتما سنخفف كثير من الضغوطات التي تحصل لنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى