تطوير الذات

التفكير الايجابي – 10 طرق تخلصك من السلبية

التفكير الايجابي ليس ذلك التفكير الذي تشعر معه بالاطمئنان والتفاؤل فقط، بل هو تفكير يدفعك بقوة الى توقع كل ما هو مستحسن وجيد دائماً، بعكس ما نشعر به مع التفكير السلبي، في هذه المقال نستعرض اهم عشر طرق نبني معها عادة التفكير للإيجابية في حياتنا، ونقضي على عادة التفكير السلبي، لكن في البداية لنتعرف على سبب حدوث الأفكار السلبية، كما نتعرف على طريقة عمل العقل.

لماذا تأتي الأفكار السلبية و من أين؟

الأفكار السلبية ماهي الا مجرد أفكار عابرة، و لكن ما يدفعنا الى تبنيها هو تلك المشاعر مثل الخوف من الوقوع في ذلك الألم والذي ينتج بسبب القلق من الوقوع بالفشل او الإحباط او ما يحصل لك من كثرة الإخفاقات المتكررة و المحبطة.

ان ازدياد ظهور الأفكار السلبية التي تقودك للشك والشعور المستمر بالإحباط من القلق وعدم الاطمئنان او الاستقرار، كل ذلك يظهر كعملية اتوماتيكية مصدرها هو عقلك الغير واعي، بينما الأفكار الإيجابية على العكس من ذلك تدفعك للتفاؤل ، والاقدام والثقة بالنفس، والايمان بالقدرات وبالذات، فعندما تتبنى أسلوب ارسال كل تلك الرسائل الإيجابية من خلال طريقة التفكير الإيجابي الصادر من عقلك الواعي، فانك بذلك ترسل تحفيز جديد لصنع رسائل إيجابية لعقلك اللاوعي.  

فهل لديك تلك الرغبة القوية في التغيير الى التفكير الايجابي لتتعامل مع ضغوطات الحياة؟

ببساطة ان تغييرك لحياتك الخارجية ينبع أولاً من داخلك انت،  ففي دراسات حديثه يعتقد علماء النفس بأن ٧٥٪؜ من الامراض والعلل الجسدية قد يكون مصدرها الأول هو العقل، وذلك ناتج عن الضغط والاجهاد اللذان يبدأن في العقل.

 اثبت العلم بأن العالم الفيزيائي الذي تعيش فيه ما هو الا عبارة عن مجموعة من الطاقة التي ترتب نفسها وفقا لأفكارك.

كتاب فن التواصل والاقناع.

كما انه يعتقد علماء النفس بأن ٧٥٪؜ من الامراض والعلل الجسدية قد يكون مصدرها الأول هو العقل، وذلك ناتج عن الضغط والاجهاد اللذان يبدأن في العقل.

للتحكم في تفكيرك لابد لك من ان تحاول في ان تشغل هذا التفكير في كل شيء يكون في صالحك، و لكي يعمل بالطريقة الآمنة التي لا تستهلك منك طاقة كبيرة.

 و الآن قد تتساءل: كيف امنع نفسي من التفكير السلبي؟ لكي تحصل على فوائد التفكير الايجابي فإن ذلك يبدأ من خلال محاولتك الجادة على بناء عادات تفكير سليمة كل يوم، و التي تتحول الى عادات سلوكية صحية، فتقلل من التوتر والقلق و تزيد من الإنتاجية، وذلك من خلال التالي:

١- كتابة الأهداف اليومية: ان تدوين اهدافك اليومية التي تهتم بها وتسعى في تحقيقها، يعطي عقلك انشغالاً التفكير للعمل على ذلك.

٢- إزاحة القلق: كلما استطعت ان ترسم الطريقة الصحيحة للحياة التي تود ان تعيش وتحيا بها، كلما ساعدت نفسك اكثر في اختيار الحياة الصحية الخالية من التوترات والضغوط.

ان تبني القيام على اهداف مهمة في حياتك سيساعد كثيراً في ان تتعرف على كيفية التعامل مع ذاتك، من خلال بناء علاقة إيجابية في رحلة تحقيقك للهدف للتعلم من خلال تكوين أفكار جديدة من الصبر والإصرار ومن ثم ثمرة النجاح كل هذه الإنجازات ستقودك الى تكوين الثقة و التي تكون على شكل أفكار  إيجابية أكثر عن ذاتك، وكل ذلك يظهر بعد ان تعتاد على تطبيق مهارات التفكير الايجابي.

 تعرف على الطريقة التي يعمل بها العقل؟

نحن نفكر لكن العقل يفكر أيضا لكن طريقته مختلفة عنا، كما اننا لدينا القدرة على التفكير بعدة طرق، لكن العقل يختلف في طريقة التفكير بأنه لا يفكر الا بطريقة واحدة فقط، وهي طريقة انه لابد ان يربح دائماّ، من خلال القيام بكل ما تأكده له.

فانت عندما تعطيه الأوامر او  نحدد له الأهداف لتفعلها ثم يحدث انك ستحرص على ان تقوم بها و تقوم فعلا بتحقيقها، اذن انت هنا عززت طريقة الربح لعقليتك من خلال آداء الأهداف.

اما عندما تقرر ان لا تقوم بهذا الشيء ومن ثم انت تحرص على عدم القيام به، فيكون كذلك تعزيز طريقة الربح للعقل.

تفاعل بطريقة إيجابية وعزز دعائم الربح في عقلك من خلال عادة التفكير بالإيجابية، و بالتالي سترى الدعم الكامل من عقلك حتى تتحول هذه الأفعال الى اتوماتيكية يقدم عقلك فيها الدعم الكامل.

السبب الاخر هو لأن عقلك اللاواعي لا يعرف كيف يفرق بين ما هو جيد او سيء، لذلك كل ما نتعامل معه في حياتك وتأخذه على شكل تأكيدات ، ستحفز به عقلك على تحقيقها، وبالتالي فإن عقلك يحتاج منك الى دعمه والتركيز على تلك الأمور الإيجابية حتى تتكون تلك الأجواء الإيجابية في حياتك.

االتفكير-الايجابي
االتفكير-الايجابي

لتكوين عادة التفكير الايجابي – 10 طرق للتخلص من السلبية:

١- تخصيص وقت لنفسك:

اعط لنفسك وقتا تستطيع معه الخلو التام بذاتك ولو لأوقات قصيرة خلال يومك، او حتى ان كان على فترات متفاوتة من أيام مخصصة على مدار الأسبوع، حتى تستطيع ان تستعيد التوازن مع نفسك و ذاتك، واحرص على ان تستغلها في أي شيء ما كنت تحب ان تفعل، هل كنت تحب ان تقرأ، هل تحب الرسم، انه الوقت المخصص لتستمع مع نفسك فقط ، حتى تستطيع ان تصل لدرجة من الاسترخاء.

خصص لك وقتك المفضل والمناسب لك، حتى وان اضطررت الى الاستيقاظ المبكر لتنعم بجو من الهدوء والراحة والسكينة، حتما هذا الجو من الاسترخاء الذي تقضيه مع نفسك سيحفز عقلك على الدخول الى عالم التفكير الإيجايى.

٢- قوة الامتنان من خلال عملية التصور:

تذكر اقل النعم الموجودة في حياتك، تلك النعم التي تشكر الله عليها كل يوم، عند التمتع بالصحة و البدن السليم، و عند تحقيق الإنجازات، استشعر جميع تلك اللحظات الجميلة وامتن لله على تلك الهبات، عود نفسك على كثرة الامتنان لله، فعندما تكثر من الامتنان فانت تلفت الانتباه للعقل بوجود هذه الأشياء الجميلة من حولك، ومع تكرارها كل يوم عندها سيعتاد على ترقب وملاحظة كل جميل من حولك، و بذلك سيعمل على تكوين بوادر للتفكير بايجابية اكثر.

كثرة الامتنان ستزيد من توسيع نطاق نظرتك للأمور الجيدة الحقيقية بتالي توسع هذه النظرة لتدرك الإيجابية.

تخيل بأنك في فيلم سينمائي وانت المخرج، حتما ستكون النهاية على النسق الذي تريده انت ، انها لقوة عجيبة حتى تستطيع ان ترى ما سيحصل من قبل حدوثه وذلك من خلال التعود على رسم صوره من توقعاتك المسبقة، لتجعله هدفا تمضي لتحقيقه.

3 ـ تنقية الأفكار:

كن انت حارسك الشخصي لمجابهة دخول أي فكرة سلبية الى عقلك، فإن الأفكار السلبية كالصوص المتسللين، تحاول ان تخترق عقلك مع كل ما يحدث من حولك، فانتقي افضل صوره من الحدث، وتعامل معه بإيجابية فقط، بذلك تستطيع ان تتعامل بإيجابيه و تبتعد عن الأفكار السلبية،

4 ـ تعامل مع أفكار الاخرين السلبية بإيجابية ولا تقاومها:

قد يتعاطف معنا الاخر بنصيحته و التي تظهر لنا بشكل حكم سلبي لكل ما نقوم به، وذلك ليس بقصد الانتقاد انما بسبب انه فعلا لا يرى الا ذلك، حتما هو عندما ينصح يريد لنا الأفضل، لكنه لا يستطيع الوصول الى مستوى ما نفكر فيه بإيجابيه، هنا لابد لك بأن تتعاطف مع نظرتهم تلك، حتى وان كانت على غير ما نرجو، حاول بان لا تعارض او تقاومها، أيضا حاول ان لا تتنبأ باي فكره عن ما يخطر او يدور في اذهانهم، انما اصغي اليهم ، ثم حاول ان تقود الحوار او الموقف الى الاتجاه للفكر الايجابي.

لا تغير الحديث، بل شاركهم عمق مشاعرهم، و لا تسمح بإطالة الحديث او الحوار اذا كنت تشعرت بانه حوار او مناقشه قلقه فأعطهم بعض الأمان، ومن ثم ارحل من دون ان يؤثر ذلك على مزاجك بدون ان تزعج من حولك.

كيف تتعامل مع كل من يتكلم امامك بكلام سلبي!

لا تنزعج منه، لان كل تلك التصرفات غالبا تنعكس عن نظرته لذاته من الداخل، فهو  حينما يصفك بعدم النجاح انما يحاول ان يغطي و يخفي بذلك الانتقاد فشله هو تحت ستار اظهار فشلك انت، والذي يعتبره علماء النفس بأنه فقدان الانسان لقبول ذاته.

لا تغضب ولا تصاب بموجات من الصراخ او الألم  لأنك ان فعلت ذلك فانت بلا شك قد اصبت بعدوى التفكير السلبية والسلوك العدواني من الاخرين. 

افضل تعامل هو ادراك حقيقة الأفكار السلبية و التعامل معها من خلال تحويلها الى الإيجابية، وذلك من أساليب التفكير الايجابى.

5 ـ انشر الابتسامة:

الابتسامة سلاح ذو قوة ناعمة، سريع الأثر في التغيير، لا تستطيع رؤية قوتها الا من خلال ملاحظة سرعة تغير المواقف عندما تنشر الابتسامة على محياك، 

فأنت حينما تبتسم حتماً ستشعر بمشاعر السعادة، ومن ثم ستلاحظ ذلك التغير في سلوك من حولك لشعورهم بالقبول لك من خلال ابتسامتك التي تظهرها لهم.  

6 ـ اهتم كثيرا لمشاعر الآخرين:

انتبه جيداً و احرص بجدية على اظهار الاهتمام لمشاعر الاخرين من حولك، سواء كانت مشاعر من الفرح او مشاعر منعكسة عن الانفعالات المختلفة.

الكل منا لديه مركزية حول ذاته عند الحديث او الحوار مع الآخرين، فالكل ينتظر تلك الفرصة التي يحين فيها دوره ليلقي معها كل ما يدور في ذهنه من أفكار للطرف الاخر، متناسيا مع ذلك بأن كل الناس من حوله مراقبين جيدين لردة فعله الناتجة والمنتظرة بعد الانتهاء من حديثهم.

هل انت تستوعب وتفهم كل ما يقولونه لك؟ و هل سيجدون ما توقعوا منك بعد الانتهاء من حديثهم معك، هل حرصت على اظهار ذلك التعاطف والاهتمام، عندها ستكون الصدمة حينما يكتشفون بانك لم تعيرهم بالاً، فانت تتكلم عما تشعر به وتهتم لأمره فقط مما يدور في ذهنك، متجاهلا كل حواراتهم معك او شكواهم لك.

الحل: هو ان تهتم لما يقولون بإنصات، تحث كل من تتحاور معه على الحديث من خلال تكرارك لبعض من كلماته التي يرسلها لك او أفكاره، هكذا ستظهر لهم اهتمامك الحقيقي لما يقولون. عندما تتعامل بايجابية مع الاخرين فانت تحفز العقل على التفكير بايجابيه اكثر.

7 ـ تعلم مهارة التحمل والصبر على الاخرين:

التمس لهم الاعذار وتقبل ما يحدث لك من ظروف خارجه عن ارادتك.

انشغل بنفسك وتطوير ذاتك لتتعلم كيف تتكيف مع اصعب الظروف التي قد تواجهك، حاول ان تتقبل تفكير من يختلفون معك بالآراء او الأفكار، تعامل مع اختلاف مزاجيتهم فانت لك عالمك الخاص.

8 ـ تعامل مع الشك والظنون التي تفتح لك أبواب للأفكار السلبية:

الأفكار السلبية مجرد أفكار لكن ما يجعلها مقلقة هو طريقة ادراكنا العميق تجاهها ومبادلتها بمشاعر حقيقية من الخوف والألم.

كل فكرة لم تحدث على ارض الواقع ستظل فكره ولن تحدث حتى تصدق انت وتقبل بحدوثها.

تعامل مع الأفكار السلبية بأنشاء مصنع للأفكار الإيجابية والذي لا يتعطل ولا يقف عن العمل، صناعة محترفة من الأفكار تواجه بها كل متسلل مخترق بسرعة ادراك وتوسيع للإيجابية. 

استراتيجية الصناعة للأفكار الإيجابية وبالتالي التكرار ثم الوفرة وبالتالي حث العقل على السعي لتحقيقها،

استراتيجية التجاهل للأفكار السلبية:

استراتيجية الانسحاب من الأجواء السلبية و مواجهاتها بالإيجابية علانية وان صعب عليك ذلك الموقف، اذن تكفيك تلك القوة من افكارك الداخلية.

9 ـ تجنب اثار التأجيل والتسويف والمماطلة:

نحن نحب ان ننجز وننغمس بتلك الأعباء الاحب على قلوبنا، والتي نرى معها تحقيق اهداف قريبة وواضحة. الا اننا عندما نتجاهل تلك الأمور التي لا نرغب بالتعامل معها او نشعر بتجنبها لصعوبتها، فإن ذلك يترك اثراً بليغ في نفوسنا لابد له من تراكمات مستقبلاً، من الشعور بمشاعر التسويف والقلق من هذه الأفكار السلبية .

ان التهاون بهذه المشاعر التي تعبر عن الضيق يساعد على زيادة تراكم أفكار الخوف من الفشل والقلق من عدم الإنجاز ويزيد من قلة الثقة بالنفس، بالتالي عند المسارعة لإنجاز هذه الأمور يعطي تصور إيجابي قريب قدر الإمكان لتحقيقها.

ان تدوين علامة تدل على انه تم الإنجاز على تلك المهام الصغيرة كل يوم، له من الأثر العظيم و الذي يزيد من مشاعر الإنجاز وينشر جو من الارتياح لتزيح ذلك الثقل الرهيب عن نفسك وذاتك، فتتكون عندك عادة المبادرة لإنجاز الاعمال أولا بأول، لتتغلب على عادة التأجيل أو التسويف، و كل ذلك من شأنه ان يزيد التفكير الايجابي.

10 ـ المواصلة في المثابرة و الثبات:

ان اعظم الفرص الذهبية التي حصل عليها المثابرون ممن صنعوا لأنفسهم تاريخا من النجاح كانت عند اللحظات الأخيرة، أي انها كانت في مرحلة ما قبل الاستسلام، والتي يتنازل عندها الكثيرين، إلا انهم اختاروا بان يدعموا استمرارهم من خلال تفكيرهم الإيجابي، اذن حاول ان تخبر نفسك دائماً بأن الهدف هو الاستمتاع اثناء مرحلة العبور الى الهدف اليه حتى تصل.

الخاتمة: وفي الختام جاء في هذه المقال عشرة نصائح تساعد على اكتساب عادة أو مهارات التفكير الإيجابي، وما يهمنا هنا ان تتعلم كيف تحول التفكير السلبي الى ايجابي، انت تستطيع ادراك فوائد هذا التفكير من خلال تطبيق مهارات التفكير الايجابي، من التمتع بحياة متفائلة وصحية خالية من تلك الأفكار السلبية الدائمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى