إدارة الذات

6 عادات يومية تقلل – الضغوطات النفسية

ان البحث عن الحياة المثالية لا تشوبها أي ضغوطات نفسية يعد بعيداً عن ارض الواقع، خصوصاً في هذه الأوقات من تسارع لعجلة الحياة، الا انه من الممكن التخفيف من حدة هذه الضغوطات من خلال القدرة على التعامل معها باستمرار من خلال ممارسة ستة عادات يومية تقلل الضغوطات النفسية.

انها مجرد نشاطات يومية تستطيع من خلالها ان ترفع من معدل الصحة النفسية و الجسمية، الهدف منها هو القدرة على التحكم او التخفيف من حدة الانفعالات من الغضب والخوف والقلق.

فكثيرا ما يتبادر الى اذهاننا هذا السؤال: كيف اخفف التوتر بسرعة؟ وللإجابة على هذا التساؤل يعتمد بالدرجة الأولى على ما مدى مقدرتك على التحكم بمشاعرك، وماهي درجة علاقتك مع ذاتك؟ هل انت من الأشخاص ممن لا يجلد ذاته انما على علاقة وطيدة من حب الذات والتسامح و الاحتواء.

ان المسافة التي بين الانسان و فهم ذاته، كم هي المدة التي يستطيع معها التحكم بالانفعالات، كلما استطاع الفرد ان يفهم سبب خوفه او قلقه، كلما استطاع ان يواجه ويدير مشاعره، يستطيع ان يبني علاقة جيدة مع ذاته وهنا يساعد نفسه بالتخفيف من هذه الضغوطات النفسيه.

ما هو مفهوم إدارة المشاعر و كيف استطيع ان اخفف من حدة التوتر؟

قد يتبادر الى اذهاننا تساؤل: هل يستطيع أي احد منا نحن كأفراد بان يساعد نفسه في التعامل مع الضغوط النفسيه، و هل استطيع ان اتعلم اتقان طرق التفريغ النفسي بسرعة؟ كما انه قد تتساءل مرة أخرى: هل يمكنني تجاوز حدة الأزمات المختلفة لوحدي؟ دون دعم قوي آخر ممن هم حولي.

كل تلك التساؤلات تعتمد بالدرجة الأولى على مدى القدرة والاستطاعة على إدارة المشاعر، وذلك من خلال التمرس الجيد والمستمر في اكتساب مقدار كافي من القوة الداخلية مع نفسك، كما انه يمكنك ان تبني أساسا متيناً من التقدير الكافي من حب الذات ومن مقدار عميق للثقة بالنفس، عندها ستتعلم كيف تقف جيداً مع نفسك لتصمد في وجه جميع ضغوطها النفسية.

مفهوم  إدارة المشاعر ( السيطرة والتحكم بالانفعالات ):

ان لكل الانسان تلك الذات المكونة من الجانب بيولوجي الجسدي والجانب الوجداني و الجانب الاجتماعي و الروحاني، اذا استطاع ان يهتم بالجانب البيولوجي المتعلق بالجسد وصحته و الجانب الوجداني الذي يتضمن الأفكار والمشاعر عندما يصل الى الجانب الوجداني الصحي من خلال مهارة فحص الأفكار والمعتقدات وتصحيح التشوه أولا بأول حتى تكون متوافقة مع الواقع.

 عندما تعرف كيف تتعامل مع مشاعر الغضب، و المقصود هنا بالمشاعر الغير صحية، لان الغضب ليس دائما غير صحي فهنالك مشاعر الغضب التي يعبر بها الانسان عن رفضه لكل ما يخالف مبادئه أو قيمه او ذلك الغضب الذي يعبر عن حماية نفسه من الاعتداء، اما مشاعر الغضب الغير صحية الناتجة عن الاستياء و الذي قد يتحول الى سلوك إيذاء للأخرين او الى نفسك بالكبت والاصابة بالأمراض القلق والتوتر، وهذا مما يزيد من الضغوط النفسية.

ماذا يحدث للجسم عند الضغط النفسي؟

عندما نشعر بالخوف من شيء ما تحدث تلك المشاعر التي تظهر اعراضها على اجسامنا و لا يمكن إخفاء اثرها، فتظهر نتيجة الانفعالات الي لا نستطيع ان نتحكم بها على شكل أعراض واضحة للحالات الجسدية مثل:

  • الصداع.
  • زيادة التعرق.
  • تزايد ضربات القلب.
  • ضيق الصدر ( صعوبة في التنفس ).
  • عدم الراحة في المعدة.
  • عدم القدرة على الاسترخاء.
  • عدم القدرة على البقاء في مكان واحد.

  اما الحالات المحرجة اجتماعياً تتضح عندما تظهر اعراض القلق امام الاخرين مثل احمرار الوجه او تلعثم في الكلام او من الممكن ان يصاب الانسان بحالة اغماء التي تعبر عن نوبات القلق. 

ان محاولة الانسان ان يساعد نفسه بتكوين عادات يومية من خلال اتباع هذه النصائح، فإن ذلك سيبني له درعا واقي بأذن الله ضد كل هذه الضغوطاتً النفسية، كلما حاولت ان يكون لك مخزون صحي تستطيع ان تقوي به صحتك النفسية ببناء جسد قوي وعقل متزن وروح مطمئنه.

 فكلما استطعت ان تقوي السيطرة المتكاملة و ليست السيطرة التي تركز على جانب واحد فقط، فنحن لا نبحث عن علاج لحظي او سحري، انما نحاول ان نبني درعاً وقائياً و هو كالبناء التراكمي حتى نصل الى تكوين متكامل قوي ومنطقي، للمزيد اقرأ هنا

ستة عادات يومية تقلل الضغوطات النفسية

ضغوطات-نفسية
ضغوطات-نفسية

ان محاولة الانسان بناء روتين يومي للنهوض بذاته والاهتمام بها، من اعتياد حياة صحية الى محاولة تصحيح طريقة العيش لحياة افضل، من الاهتمام بأمور دينه ودنياه على أفضل وجه، كلما اعتاد الانسان القيام بعادات يومية بسيطة لكن لها اثر كبير في تغيير حياته وتقليل ضغوطاتة النفسيه مع مرور الأيام، سيلاحظ ظهور تغيرات إيجابية في صحته البدنية و النفسية.

1 ـ بناء العلاقة مع الخالق:

ان من خلقنا هو الاعلم بما ينفعنا، ان بناء علاقة خشوع مع الله والشكوى اليه والتبتل له اثناء الصلاة كل يوم يبني راحة وطمأنينة لا يمكن وصفها، ان من الانصاف لنفسك ان يكون لها تواصل مع من خلقها، فلا تحرم نفسك هذه الراحة والسكينة.

2 ـ بناء علاقة صحية مع الذات:

العلاقة مع الذات هي من اهم العلاقات التي يجب ان يهتم بها الانسان، فعندما تستطيع ان تفهم ذاتك يسهل عليك التعامل معها، كمحاولتك معرفة الكيفية التي تتعامل بها مع القلق، او ان تتفهم مخاوفك ثم تحاول ان تقنع عقلك بمدى صحتها، أيضا ان تتعلم كيف تستطيع ان تستبدل ذلك التفكير السلبي الذي يشوه افكارك الى تفكير آخر إيجابي يساعدك على التقدم باستمرار.

3 – الاهتمام بالصحة:

ان لبدنك عليك حق، اقوى طريقة تواجه بها تلك الضغوطات اللاإرادية والتي أصبحت تغزو حياتنا وكأنها منهج حياة محتم علينا، لذلك من افضل الممارسات التي ان تقوي بها مناعتك ضد التوترات هي بناء عادات حياة صحية سليمة و ممارستها كل يوم، فنظام حياتك اعظم استثمار تقدمه لنفسك:

  • ممارسة الرياضة: المقصود ذلك النوع الخفيف من الرياضة، فلا نقصد ان تلزم نفسك بضرورة الالتحاق بالنوادي الرياضية ، وان كانت مفيدة لكن يمكنك ان تمارس رياضة المشي لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً.
  • الابتعاد عن الأغذية المصنعة او السريعة التي تحتوي على سعرات حرارة عالية والمشبعة بالدهون الضارة، اهتم بتناول الخضروات الالياف الطازجة، كما انه ينصح بالابتعاد عن السكر المكرر والمصنع، والأغذية المعقدة في عملية الهضم.
  • التأمل: ان اعتياد التأمل والتفكر في الطبيعة يعد من الآمور التي تساعد كثيراً في الاسترخاء.
  • النوم الكافي وان كان المراد هنا هو التركيز على جودة النوم أكثر من عدد الساعات.

4 – تقديم الدعم الاجتماعي:

  • ان اللحظات التي تقدم فيها دعمك الاجتماعي الحقيقي لصديقك او قريبك او أي شخص من حولك في مجتمعك، إن كل ما تقدم من الدعم سيساهم في بناء دائرتك في محيط حياة اجتماعية صحية، انك بذلك عندما تقدم الدعم للغير فأنت بذلك تقدمه لنفسك بالدرجة الأولى، ستكون حلقة دعم تلجأ لها عندما تحتاج الى دعم صحي من تفريغ للمشاعر السلبية التي تمر بك ممن هم حولك ليتفهم وضعك ويخفف عنك.
  • اعتياد تقديم العطاء: ادعم من حولك ساعد من تستطيع، قدم الدعم ولو بالقليل كل ذلك ينشر شعورا من خلال العطاء بالسعادة الغامرة لقيامك بمساعدة الاخرين.
  • وسع دائرتك الاجتماعية: حاول ان تتحدث الى الغرباء لا تنغلق على نفسك، حاول ان تشاركهم اطراف الحديث، تبادل الحوار مع زملاء العمل او كل من يكون في محيطك، فكل ذلك لقضاء أوقات ممتعة من خلال مشاركة الاخرين والتحدث اليهم فلا يشترط من ذلك تكوين الصداقة ، كلا بل الامر فقط من حسن التعامل مع الاخرين.

5 – أوقات للترفيه:

من المهم جدا ان تستقطع لنفسك وقتاً للراحة حتى وان كانت أوقات قليلة اثناء النهار ، اسأل نفسك متى اخر مره فكرت بها الذهاب لاماكن تحب ان تتواجد فيها او استقطعت لنفسك وقتا من العمل كأوقات للإجازة والراحة لتساعد نفسك كثيرا على استعادة طاقتك الإيجابية والتخفيف من حدة الضغوطات.

6 – عادة الامتنان: 

عود عيناك على التقاط كل شيء جميل من حولك، ثم اشكر المولى عليه، ان اعتياد تلك النظرة الشاكرة لكل تفاصيل الحياة المبهجة وان كانت صغيرة جداً، ستزيد من تقدير الأمور بمقدارها الصحيح، لن تغفل عن كل جميل وان كان بسيط جداً، ستعزز بذلك مشاعر الرضى والغنى داخل نفسك، فكلما اكثرت من تعداد النعم واستشعارها كلما تغاضيت عن كل مشؤوم قليل.

وهكذا عندما تعتاد على القيام بهذه العادات البسيطة كنظام روتين يومي في حياتك، فأنت بذلك تساعد على تكوين صحة بدنية سليمة وفكر سوي متزن، والنتيجة ستكون فعالة أكثر لتجاوز أي ضغوطاتَ نفسية.

الخاتمة: هكذا في هذه المقال تعرفنا على ماذا يحدث للجسم عند الضغط النفسي، كما اننا عرضنا طريقة إدارة المشاعر ومالها من فائدة قوية في التحكم بالانفعالات، كما تطرقنا الى ستة عادات صحية يمكن اعتيادها كل يوم حتى تستطيع ان تخفف من حدة الضغوطات النفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى