علاج القلق: افضل علاج للقلق والتوتر والخوف
يمكن علاج القلق من خلال تعلم مهارة تقدير الذات ومعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معها، حتى تصل الى مرحلة تكتسب من خلالها مهارة المرونة نفسية والتي حتماً ستقودك الى مرحلة اليقظة الذهنية التي ستساعدك كثيرا في علاج أغلب مشكلات القلق المتنوعة التي قد تصادفك في الحياة.
لماذا يجب ان نتخلص من القلق؟
نحن في زمن انتشر فيه القلق لدرجة انه اصبح سمه من سماته البارزة حتى ظهر العديد من أعراض التوتر والقلق الجسدية واعراض اضطراب القلق بسبب كثرة المتطلبات المواكبة لهذه الحياة التي نعيشها، او بسبب القلق الدائم من النظرة السلبية للمستقبل.
وحيث إن القلق يعد من الانفعالات الهامة التي تؤثر كثيراً على طاقة الإنسان فتضعف من قدراته وامكانياته التي ينعكس اثرها فيظهر على روتين حياته و في محيط عمله عندما تقل انتاجيته وأدائه.
فهو من المعوقات الكبيرة جداً التي تؤثر على مستوى أداء الفرد لما تسببه مشاعر القلق والخوف من ضعف القدرة على الانتباه والتركيز.
وبما أن القلق هو ذلك الشعور الملح بضرورة الاستعداد المبكر لمواجهة تلك الظروف القادمة او الأفكار التي تراودنا بشأن ذلك الشيء المخيف الذي قد يحدث قريبا،
لذلك فإن ما يصاحب هذا القلق من مشاعر مزعجة و ملحه ستدفعك دائما إلى أن تفكر بالاستعداد الجدي لها فتشحذ جميع ما تملك من قواك الداخلية سواء كانت من قوتك النفسية أو الجسمية، فكل ذلك سيقودك حتماً الى ان تقوم بكل المحاولات الجادة للدفاع عن ذاتك و المحافظة عليها.
وبسبب تلك المشاعر من الخوف والقلق فإننا نسحب ونستهلك طاقاتنا فتضعف لذلك الطاقة النفسية والجسدية بطريقة غير مقصودة منا.
وهنا سنتحدث عن طريقتين بمكن ان تعتبر ابسط وافضل علاج للقلق والتوتر والخوف وهي:
أولاً: بناء المرونة النفسية ـ 4 عوامل تساعد في علاج القلق:
إن ارتفاع نسبة المرونة النفسية وهي: (( مهارة التعامل مع الذات من خلال القدرة على المواجهة والتعامل مع الصعوبات ))
والتي تظهر بسبب تراكم لتلك الخبرات المتنوعة نتيجة مواجهة المواقف الصعبة او الاحداث الضاغطة التي تمر عليك أثناء الحياة.
فإنه من خلال اكتسابك لتلك الخبرات باستمرار فإنك حتما ستكون قادراً على التعامل مع المشكلات المتكررة بمرونة وسهولة اكثر لأنك استطعت مواجهتها ومن ثم كونت الخبرات تجاهها، فكل ذلك التعامل المتكرر يساعدك كثيراً في بناء قوة و ثقة كبيرة بالذات، والتي تساعد كثيراً في علاج القلق ، وذلك يتم من خلال:
- 1 ـ التكيف المستمر مع مستجدات الحياة.
- 2 ـ التقبل للأحداث بدلاً من النكران والجحود.
- 3 ـ الوعي للمشاعر والأفكار وتنظيمها بدلا من عدم الاستيعاب.
- 4 ـ الدعم المستمر ممن هم حولك:
وذلك نتيجة لأنك شخص تحرص وتهتم ببناء تلك العلاقات الحقيقية مع الأخرين من حولك سواء كانت علاقات على صعيد الأسرة أو العلاقات الاجتماعية من محيط الأصدقاء أو غيرها من العلاقات القوية.
لها دور كبير في تقديم الدعم النفسي والمادي والمعنوي في تلك الظروف الصعبة
وهذا له دور كبير في تخفيف حدة الصدمة بسبب ما يتلقى من الدعم والمساندة الحقيقية.
كل هذه العوامل هي داعم حقيقي وتزيد من الوعي والقدرة على تقدير الذات.
كما ان القدرة على التكيف من خلال المجالات المعرفية والانفعالية والحسية يجعل الإنسان أكثر قدرة على توفير الحماية لذاته ومن حوله .
ومن هنا فإن ارتفاع اليقظة الذهنية له دور وثيق الصلة في ارتفاع المرونة النفسية..
فهنالك علاقة طردية بينهما ، فكل من يملك اليقظة الذهنية هو حتما سيكون لديه مرونة نفسية.
ثانياً: القلق من المستقبل ـ ( طريقة تغيير الادراك ).
إن ارتفاع مستوى هذا النوع من القلق قد يكون بسبب الوعي الزائد من خلال التركيز على سلبيات الحاضر للواقع الذي نعيش فيه الآن.
سواء كان ذلك من ظروف المعيشة التي تحتمها متطلبات الحياة المتسارعة فيظهر معها القلق و الخوف من عدم المقدرة على تلبية وايفاء هذه المتطلبات وما يترتب عليها من واجبات المسؤولية تجاه من تعول من الأسرة او الحياة الكريمة بطريقة نضمن معها استمرار كرامة العيش
كل ذلك حقيقة لا يمكن انكارها.
ولكن ما يزيد من حدتها واستمرار التفكير بهذا النوع من القلق هو المحيط من حولنا. فالكل يتذمر ويشتكي بسبب هذا القلق المستمر في الواقع.
ولعل هذا السبب يعد من أهم الأسباب التي تجعلنا نعيش مع هذا القلق المستمر و التفكير الزائد عما سنكون عليه وما ينتظرنا في المستقبل القريب.
ان افضل خيار تتخذه في هذه الحالة ان لا تستمع لكل ما يقال عن الحياة المستقبلية ممن حولك
ان مقدرتك على تبني و تغيير مفهوم المستقيل بأنه ليس ذلك الزمن القادم الذي لن تراه الا حينما يأتي وبحين حدوثه، بل إن المستقبل هو ما تستطيع أن تعيشه الآن في هذه اللحظة التي تعيشها فهو ما يمكن ان تبدأ بصنعه الان وليس الحدث القريب الذي تخاف من وقعه، عندما تستطيع ان تغيير هذا الادراك ستشعر حقاً بأن ما تعيشه الآن هو المستقبل الحقيقي وان لم تكن مدرك لذلك.
إن الرغبة في تغيير النظرة للمستقبل من خلال يومك الذي تعيشه،
ستزيد من اكتسابك للمرونة نفسية وبالتالي تظهر عندك تلك اليقظة الذهنية والتي من خلالها تستطيع بطريقة عملية مواجهة هذا القلق بالعمل على القيام بالأعمال التي ستنهيه ومن ثم سيختفي معها.
إن مواجهه هذه الصعوبات من خلال البحث عن حل دائم وجذري،
وإدراك وتحديد سبب ظهور هذه المشاعر التي تثير شعورنا بالقلق الدائم لتظهر علينا التعب من خلال الآثار البدنية و الجسمية و النفسية
فتعيق حركتنا حتى نصبح عاجزين عن وجود حل دائم نستطيع ان ننهي به معاناة ما نشعر به من خوف وقلق.
وعندما تأتي خطوة اتخاذ القرار لإنهاء هذه المعاناة و التحرك الحقيقي نحو التغيير منذ الان بخطوات عملية حاسمة
كل ما استطعنا القدرة على التعامل بطريقة فعالة لحل المشكلات التي نواجه كلما انخفض مستوى القلق مستقبلا من خلال :
- السيطرة الذاتية.
- التنظيم الذاتي للانفعالات.
- امتلاك المهارات الاتصال.
- اتخاذ القرارات .
كل ذلك يؤدي الى انخفاض الشعور بالقلق مع الاحداث والتغيرات الماديه او الصحية او الاجتماعية او الاسرية في المستقبل و الذي يعتبر أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف.