تخلص من التوتر: 4 عادات للتخلص من التوتر.
نلاحظ بأنه يزداد في هذا العصر كثرة انتشار القلق و التوتر حتى أنه اصبح اضطراب القلق من اكثر الاضطرابات الشائعة لدرجة تسلب منا القدرة على الاستمتاع بملذات الحياة، فكيف تتخلص من التوتر؟
لذلك اصبح البحث عن طريقة فعالة للتخلص من التوتر حاجة ملحة في كل يوم نعيشه من مسببات عدة سواء كان بسبب تزايد الخوف المبالغ فيه من المستقبل أو كثرة التفكير الزائد بكل ما يجري من حولنا من احداث او اخبار مقلقه،
الا ان الحل هنا مختلف عن بقية الحلول لأنه يعتمد بدرجة كبيرة على اكتساب عادات سلوكية من خلال بناء وتنمية مهارة التفكير الإيجابي في عقولنا،
و باعتبار ان ذات كل انسان لها أبواب يظل هو المتحكم الوحيد بها ، حيث انه هو القادر على السماح بدخول كل مايريده هو من افكار ومشاعر فيتقبل كل مايعجبه ويغلق الباب خلاف ذلك فلا يسمح بما يزيد من تعكير صفوه او مزاجه.
فالقلق الناشئ غالباً لا يحدث لنا غالباً الا بسبب منا ، وهنا ستكون المسؤولية بالدرجة الأولى على ردة فعل الشخص الذي يشعر بالتوتر فهو غالبا سيكون المسؤول عن علاج نفسه بنفسة وذلك من خلال تنميته للأفكار الإيجابية الحقيقية التي ستساعده في التقويم الصحيح للأمور من دون تضخيم او تهويل.
كيف أهدئ نفسي حتى اتخلص من التوتر ؟
1 ـ تخلص من التوتر من خلال تغيير الأفكار :
إن مقدرة الانسان على ملاحظة سلوكياته التي تعتبر عادات في حياته لدرجة انها تنعكس على تفكيره من الشعور اللاواعي مثلاً : تطهر لنا المشكلة عندما نحكم على الاحداث بنظرة تشاؤميه دون مبرر منطقي لذلك الا من خلال تشوهات معرفية راسخة في الذهن بفضل تلك التجارب الفاشلة التي نمر بها ،
ونظرا لذلك التقييم السلبي والذي يمتد ليستمر مع كل حدث يأتي على عكس ماكنا نتوقع فإن هذه التغذية السلبية الراجعة مع ما نضيف اليها من مشاعر الضجر والحزن المتكرر ،
فإننا وبدون قصد منا نبني لأنفسنا ذلك المخزون الهائل من التشوهات المعرفية الذهنية والتي تكون عاًئقاً لنا في الحياة سواء كان في اتخاد القرارات الحاسمة أو في سرعة التقدم الإيجابي في المستقبل.
اذاً ما هو الحل ؟
الحل : هو المحاولة المستمرة لتغيير هذه الأفكار والتشوهات المعرفية لننقلها من النظرة التشاؤمية الى سرعة افتراض الإيجابية دائما وهذا الامر لن يكون بتلك السهولة كما انه لن يكون صعباً اذا ما قررنا ذلك،
فلقد تعودت انفسنا على اصدار الاحكام السلبية لفترة ليست قصيرة من الزمن حتى أصبحت نهجا او عادة راسخة مع الوقت، لذلك لابد من محاولة التعود على ادخال عادة التفكير الإيجابي دائماً الى عقولنا من خلال المبادة بالأفكار الإيجابية أولاً قبل التسرع في اصدار الاحكام على المواقف أو الاحداث الغير ساره،
فعلى سبيل المثال : إن تغيير فكرة ان الإخفاق وعدم النجاح في أي امر ما من أنه تجربة فشل واستبدال ذلك ( بأنها تجربة جديدة لأتعلم منها عدم تكرار هذا الإخفاق مره أخرى .. أي انه تجربة نجحنا بمعرفة سبباً للإخفاق منها فنتجنبه و سننجح في عدم نكراره مرة أخرى )، كل هذا مع إضافة مشاعراً لقبول هذا الموقف على افتراض بأن الخسارة التي حصلت هي الأقل درجه من الخسائر التي لم تحصل ولا ننسى إضافة لمشاعر الرضا.. وهكذا ..
أي المحاولة المستمرة لافتراض الخير دائماً من كل ما يحدث او يحصل لنا وان كان على العكس من رغباتنا، وما اكثر تلك الاحداث التي اكتشفنا مع مرور الزمن الحكمة من حدوثها.
2 ـ تكوين النظرة الإيجابية ( تقليل نظرة الكمال للأشياء ) :
ان اكثر ما يثقل عاهل الانسان هو التمسك بالنظرة المثالية للعلاقات من حولنا او الاعمال المطلوب منا إنجازها فنرفع بذلك سقف العلاقات من حولنا الى ما نرسم من تصورات في اذهاننا فقط، والتي غالباً ما تكون غير صحية من حالات التعلق بالطرف الاخر او التعلق بمن هم حولنا لدرجة التوتر و الخوف المستمر من حالة الفقد.
لذلك لابد من تبني وتقبل فكرة بأن الأمور والعلاقات ليست دائماً كما تبدو بالصورة المنعكسة عن انطباعاتنا، فلكل انسان منا نظرته الخاصة وطريقة تعامله المختلفة التي قد نسيء فهمها فنرسم صوراً مثالية مخالفة للواقع.
كما ان زيادة الثقة بالذات من خلال تنميتها و الاستمرار في رفعها يساعد كثيراً في تخفيف القلق والتوتر في الأيام العادية، فينعكس ذلك على قدراته والتي تظهر في سرعة اتخاذ القرارات، والقدرة على مواجهة المخاوف الغير منطقية.
كما الثقة بالنفس تزيد من استقلالية الشخصية المستقلة الشجاعة القادرة على مواجهة المواقف المختلفة من خلال المسارعة للتغير باتخاذ إجراءات عملية للتعامل مع المشكلات و التحرك باستغلال جميع الحلول الممكنة للمسارعة في تغيير الموقف للأفضل، فيكتسب الانسان عادة المسارعة لتجريب العديد من الحلول لمحاولة التغيير للأمثل باستمرا من دون التوقف بلا حراك والاستسلام لتلك المشاعر التي تزيد من حدة التوتر والقلق .
كما ان التركيز على تطوير الذات من خلال انشغالنا بتطوير ذواتنا وانشغالنا الدائم بالسعي لتحقيق ذلك من خلال تعاهد اهداف جديده في حياتنا والتي قد تكون اسلم مخرج لتلهية نفسك عن جميع تلك الضغوطات و التي تستنزف طاقة تفكيرنا وتسلب طعم الراحة من اذهاننا.
كما ان انشغال الانسان الدائم بتحقيق هدف جديد في حياته يصعد من خلاله الى تلك الإنجازات العظيمة التي يشعر معها بطعم النجاح والتقدم.
إن الإنجاز الذي يأتي من اكتساب مهارة او تعلم لغة جديدة او ممارسة هواية منسية، كل ذلك له دور كبير في ان ترفع من معنوياته وتزيد من ثقته بمهاراته وبالتالي ثقة بذاته والهدف هنا ليس التركيز من تحقيق الأهداف فقط لغرض التطوير انما الهدف الاسمى هو الاستمتاع بالانشغال بها والذي يساعد في التخفيف من حدة القلق والتوتر .
3 ـ الاستمتاع باستغلال اللحظة الحالية ( التعايش مع الآن ) :
ان محاولة التركيز على الاستمتاع باللحظة التي نعيشها الان اكثر من الانغماس بماضي رحل و لن يعود أو كثرة التفكير الزائد بمستقبل مجهول ، فعندما نستمتع باللحظة وكأنها كل شيء في حياتنا و مع تكرار الاستمتاع بذلك على فترات من اليوم والذي يستمر الى بقية الأيام كل ذلك سيضفي على حياتك درجات من البهجة اللحظية التي ستزيد مع كثرة الادراك الصحيح لها وسرعة استغلال التعايش الصحيح من صنع الفرح او تكوين الذكرى السعيدة باستمرار ، فكلما عودنا انفسنا على تبني هذه اللحظات الجميلة في حياتنا كلما تعودنا على تغيير أيامنا للأفضل ،
كما ان ذلك يساعد على خلق مساحة جميلة في أيامنا نستطيع ان نتكيف بها مع كل ما يحدث من حولنا مثلا نستطيع ان نتكيف مع أي ازمة قد تمر بنا فهذه الازمات ستمر وتنتهي وتزول ، و ان كل ما قد يحل بك سيرحل يوماً ما وان طال الوقت ، ولن تتوقف معه الحياة بل انها قد تتغير للأفضل فقط تفاءل بقدر ما تستطيع .
4 ـ تغيير بيئة القلق ( تجنب الأشخاص القلقين ) :
كما ان الانسان ابن لبيئته فهو لازال يتأثر ويؤثر بها ولذلك فإن تواجدنا المستمر في أماكن يتزايد معها حدة التوتر والضغوطات، يعتبر من اهم الأسباب التي تؤدي الى عدم القدرة على التخلص من التوتر والقلق ،
كما ان التعايش اليومي مع اشخاص قلقين يبادلوننا نفس تلك المشاعر المزعجة من التوتر يعطينا أيضا مبررات قوية لزيادة الانغماس فيه اكثر واكثر.
و لأنه من طبيعتنا كبشر نتأثر بكل ما نسمع أو يقال لنا مما يجري حولنا على الدوام فنتعاطف معه او نخاف منه، و مع الاستمرار مع ذلك الوضع فإن حدة التوتر تزيد وتزبد.
كما ان الضغوطات المسببة للتوتر أصبحت من الأمور الطبيعة التي لا مفر منها، فيكون ذلك سبب منطقياً لنا بعدم الجدوى من السعي للتغيير منها أو التخفيف من حدتها،
ومع ذلك كله نكون على قناعة تامة بأن هذا الوضع لن يتغير فالجميع لايزال يعاني من مسببات التوتر باستمرار، كما ان كثرة الشكوى من حولنا والتعود على تكرار الاستماع لنفس تلك الاعذار المسببة للقلق ستعطي لأنفسنا ردة فعل قوية لاشعورية بأنه لا مفر من ضرورة الاستسلام لهذه الضغوطات من دون السعي الجاد بالتخلص منها.